كرة الكدم





مقدمة:

نعم .. أنت على حق فيما تقول، تعمل و تعتقد مادام أنك تظن أنك على حق، و نتيجة لذلك يا سيدي العزيز ترى من يتفق معك و ترى من يعارضك، و لكن هل فكرت يوما فيماذا يفكر معارضوك لكي تستفيد من ذلك؟ إذا أرتد ذلك لك أن تفتح حزام أمان عقلك و هيا بنا نبحر في عمق تجربة بسيطة قد تساعدك في فهم الأخرين أو قد تبين لك ضالة المؤمن .. الحكمة
يقول المدير للاعب الكرة موبخاً بعد أحدى المباريات: كم هدفا سجلت؟ لماذا لم تسجل هدفاً؟

لكي يبرهن حقيقة ما يذهب اليه يسأل لاعب كرة سلة يعرفة، يا طويل بالله كم هدف سجلت ليلة البارحة و يرد 50، و هل فزتم قال خسرنا، فالتفت إلى لاعبة ثم قال: هو سجل 50 هدف في سلة قطرها ربع متر و أنت عجزت أن تسجل هدف وا حد، لا نطلب الكثير فقط سجل لنا 5 أهداف في المبارة الواحدة سواء هزمنا أو فزنا هذا عملك الذي ندفع لك من أجله، الأهداف الخمس بند من بنود العقد.


( التأسيس )
من منظور المدير: ( مدير )
بعد أن شاهد بأم عينية مدى إهتمام كل الشوارع العالمية بكرة القدم و بعد أنا رأى المكسب الخرافي للأندية، طار بمخيلته في ذلك المنظر الجميل الذي يظهر هو فيه من أصحاب الملايين
في التو و الحين قرر أن يخوض الغمار و يفتتح نادي رياضي بعد عملية حسابية بسيطة, حيث أنه رأى أن مصروف النادي (س) يعادل 1 `لى 50 من المدخول السنوي بمعنى أنه سيحتاج ألى مليون لكي يحصد 50.

عين زميله و رفيق دربة معاونا له و نائباً لمجلس الإدارة لمعرفته السابقة له و "عشرة العمر" بحيث أراد له الخير, و هو بدورة عين أحبائة و من لا يختلفون معه. و بحمد الله تم التأسيس و لله الحمد بمباركة الأعضاء للنائب و يبارك النائب للمدير هذا الإنجاز العظيم.

في الإجتماع الأول خرج الجميع على إتفاق على الإحتياجات الأساسية للفريق فعقد مدير النادي و نائبة مع الأعضاء إجتماعاً لتحديد الكادر الأساسي للفريق و هم المدرب و اللاعبين المحترفين عدى ذلك فالأمر متروك للنائب وما دونه حسب الإختصاص و المعرفة.
و في الجتماع على تحديد الكادر الأساسي يدور الحوار:
ج ع: أرى أن نتعاقد مع مدرب ذو سمعة جيدة يبني لنا الفريق و نكتفي بذلك
ر خ: بل أرى أن نتعاقد مع لاعب كبير لكي نكسب الجماهير
ف س : لماذا لا نتعاقد مع حارس مميز لكي نضمن أننا لن ننهزم أبداً, إما نتعادل أو نفوز
نائب المدير: نشكر أرائكم الرائعة التي بلا شك تسهم في رقي النادي و لكننا نفضل الأفكار التي تقلل من الصرف فكما تعلمون نحن نادي جديد و ينبغي أن نتدرج في الصرف بشكل يوازي المرحلة الراهنة
المدير : نعم نعم.. شكراً على أرائكم الجيدة و هذا نقاش بناء و لي رأي فيه, أرى أنه من الممكن زيادة عدد الكادر الأساسي بدون زيادة الميزانية و ذلك بشراء مدافعين بدل من مهاجم واحد و شراء مدرب يكون قد درب نجوم و هم في بلدهم الأم فيكون أرخص أما الحارس فلا أرى أنه من الحكمة شراء حارس لاني لا أرى أي صعوبة في تعيين أي لاعب من المدافعين المحترفين أن يكون تارة حارساً للمرمى و تارة مهاجماً و تارة مدافعاً حسب الخصم و المبارة و الإحتياج, و إن أستدعى الأمر نتعاقد مع مهاجم متوسط الخبرة و نعينه حارس لأن المهاجم أفضل شخص في قراءة تفكير مهاجم أخر بشكل صحيح.
ليس المهم موقع اللاعب فالأهم أن يكون لديه اللياقة الكافية لأداء مهامة و السمعة الجيدة لكسب الجماهير، التخصص برستيج لا غير، لا يوجد من لا يستطيع ركل الكرة إلى معاق ناهيك عن الإمساك بها فضلاً عن صدها عن دخول المرمى.

ج ع, د ذ, نائب المدير, أ س, خ ع …..: نعم نعم أصبت والله و نعم الرأي... نوافقك على ذلك. عين المنطق و صواب الرأي.

أما باقي الموظفين فقد تم تعيينهم من قبل من دعى بحاجته إلى واحد منهم كسكرتير أو محاسب أو قهوجي و نحوة، مرة بدافع الظهور و أخرى بدافع التفرغ و لكن في كلى الحالتين يجب أن يكون رواتبهم أقل من الممكن لكي يظهر حب الشركة و مدى حرصة على عدم التبذير في صرف الرواتب.



( الصمود )
يبدأ الأمر مع المدرب الذي يفاجاء بالوضع المفروض عليه بداية من اللاعبين المعينين مسبقاً و نهاية بالخطة و الترتيب المعد من قبل الإدارة لدور كل لاعب في المباراة؟
فهو و إن لم يرضى بذلك فعليه إتمام عملة بما يستطيع فعله إلتزاما بعقدة المبرم و هدفة الوحيد في ذلك الوقت كيف ينهي العقد و يعود من حيث أتى.
و ليس أصعب عليه في ذلك الوقت من مواجهة إنتقاد الأفراد من اللاعبين المميزين و الجماهير المطلعة بعد شعورهم بوجود خلل في أداء الفريق باحثين عن مكمن الخلل, لكن المدرب سيظللهم إضطراراً و كرهاً لمعرفته المسبقة عدم جدوى ذلك و تأثيرها على مصلحته الشخصية التي و إن ضحى بها لن تغير شيء على أرض الواقع.

الاعب المميز: أما هذا اللاعب فهو في حالة من الإحباط المنتهى بالإستقالة أو الخسارة الكبرى فإن هو إجتهد و أنجز ما عليه و أبدع في ذلك فهذا متوقع و تحصيل حاصل، و إن هو أهمل بعد ذلك بسبب عدم تقديره فهذا إهمال يلام عليه و يعاقب. فإما أن يرجع إلى ما كان عليه سابق عهدة أو يستبدل بمن هو خير منه، كيف لا و إذا طلب منه في إحدى المباريات أن لا يقوم بدورة كمهاجم فقد تنازل الفريق لكي يقلل من مهامه و عينه مدافع فكل ما عليه هو قط الطريق على المهاجمين أمثالة و تسديد الكرة فقط. و حتى لا يقال أننا كإدارة للفريق ظلمناه قمنا بالتنازل مرة أخرى بتعيينه حارساً للمرمى بدلاً من مدافع فلن يضطر الأن للجرى كل ما عليه هو الإمساك بالكرة فقط فإن لم يستطع فليدفع بالكرة إلى حيثما شاء. كل هذا و لم ننقص من راتبه ريالاً واحداً أبداً... و بعد أن ألجم الاعب لجماً منطقياً تلعثم و أقر بما لا يعقل و ترك الفريق جارً ورائة ذيول الفشل و الهزيمة المركبة معنويا و منطقياً.

( النتيجة )
و بعد ذهاب المبدعين و خلو الساحة منهم توالت الهزائم تلو الأخرى حتى باء الفريق في وضع حرج إلى أن أعلن مدير النادي ما يلي:

مدير النادي:
أشكر كل من إستمر معنا في الفوز و الخسارة و سنكافئكم على ما قمتم به,  إن التجارة ربح و خسارة و الحمد لله على كل حال, لم أقصر في شيء و لاكن لم أوفق في الكادر الممتاز الذي يسمى لمتطلبات النجاح, الحمد لله على كل حال.
و لذلك قررنا أن نغير مجال النادي بما يضمن لنا الإستمرارية و النجاح من كرة القدم لكرة السلة. و ذلك لأن كرة السلة أسهل من كرة القدم فمن المعلوم أن إمساك الكرة بيدك ووضعها في السلة أسهل من التحكم بها بقدميك و تصويبها في المرمى, أيظاً في كرة السلة لا يوجد حارس مرمى إطلاقاً هذا سيسهل على الفريق الأمر، أما الاعبين فسيكون توزيعهم كالتالي:
حارس المرمى : سيكون مهاجما لأن يده قوية في أمساك الكرة و له تجربة أكثر من غيرة
الأخرون من الاعبين: عليكم فقط الأمساك بالكرة بدلاً من ركلها مع رميها بين الحين و الأخرى على الأرض
المدرب: لا تغيير في المهام بل أنه سيكون من السهل عليك لأن عدد الاعبين قل و الملعب الأن أصغر.

ختاما: لقد جربت كرة السلة ليلة البارحة في المنزل و تمكنت من إمساك الكرة الجري إلى الهدف و وضع الكرة في السلة، فإن أنا إستطعت فعل ذلك، فماذا أنتم فاعلون؟

بعد مرور عدة سنوات
أغلق النادي و المدير يقول الأن: والله في شغل بس وين تحصل كادر صح يعرف يلعب، الكادر الجيد هو النجاح

Comments